محكــــــــــمه القدر
الاهداااااء:الى كل شخص ذاق الحب واخلص في حبه:::واخص الاهدااااااء لـ"A"
ياسيدي القاضي..اتعرف ماهي قضيتي؟!..قضيتي بين يديك..قضيتي ياسيدي بأني متهم بالحب...وهل كان الحب يوما جريمه وقضيه؟!...اما الان وبعد ان عرفت قضيتي...اليك بتفاصيلها..سمعت ياسيدي كثيرا عن بذور الحب..ولم اعرفها الى ان جاء يوما شخص..فاعطاني بعض منها..شخص لم ارتب معه أي موعد للقاء..وانما رتب موعده القدر..فبدأت بزرعها في بستان قلبي..سقيتها الى ان ارتوت...اعتنيت بها كل صباح ومساء...حافظت عليها بكل مااستطيع من رعايه وعنايه واهتمام..فانتعشت..ومع مرور الايام صارت شجره عمالقه ضخمه..ذات جذور عميقه..جذور الصدق والنقاء والوفاء والاخلاص..فاصبح في بستان قلبي شجره اسميتها "شجـــــرة الحب"..ولا يمكن لي وصف مدى روعه جمالها وعظمتها وثباتها..لكن ياسيدي القاضي..لم تدم فرحتي طويلا..فهبت يوما رياح هوجاء..رياح الصمت القاتله..التي لايسلم منها الا من رحم ربي..رياح لم اعرفها ولم يسبق لي ذلك..فهزت اغصان واوراق شجرة حبي بقوة..لكنها ورغم كل شي..صمدت وقاومت..فاخاف حضورها بلابل الحب من شدة صريرها...بلابل الحب التي لم تعرف سوى الاطمئنان والغناء والتلحين والترنم باعذب ألحان الحب..البلابل التي ماعرفت سوى اغنيه واحده اغنيه"احبـــــــك ومن صميم قلبي"...اخافتها تلك الرياح..نعم اخافتها..فانزعج ياسيدي القاضي من ذلك القدر..انزعج كثيرا لسماعه تلك الالحان التي اصبحت الان مصحوبه بالخوف وصرير الصمت..فتحول تغريدها الى صمت قاتل..ولكنها سرعان ماعادت تغرد من جديد بعد ان ولت الرياح الهوجاء..وفجأة ووسط فرحه الرجوع تأسف الربيع ورحل معلنا بانتهائه ومغادرته...ليعود ويحل مكانه الشتاء...ذاك المتميز ببرودته..الذي وان قدم يبدأ قدومه بنسمات الوداع..وينتهي بنسمات الرحيل والفراق...هكذا فلم تدم فرحه الربيع طويلا..ماتت حيويه البلابل..وغادرت من على شجرة الحب..وتيبست اغصان الحب حزنا لمغادرتها..عم الهدوء زوايا المكان..غادر الجميع..انتهى كل شي..مات الوجود...وخيم الصمت..ولكن ورغم كل شي..ظلت وما زالت باقيه جذور الحب صامده وشاهدا حيا على الاخلاص والوفاء والمحبه..والنقاء......توقفت كلماتي معلنه انكساري...فأحياني طلب سيدي القاضي حين علا صوته متحدثا:"فليتقدم الشاهد الاول"...التفت حولي مندهشا..وهل من وجود شهود لقضيتي..يثبتون برائتي؟!!...فتقدم الشاهد الاول معرفا بنفسه..انا القـــــــــلب..وانا اشهد بان هذا المتهم برئ..برئ لانه انسان زرع بداخلي بذورا عظيمه..بذورا لم اعرفها قط..الا وهي بذور الحب ..وكان من امهر الزارعين..ياسيدي القاضي انه احياني واعاد الي الامل..وجعل مني جنه خضــــــــراء...وبعد ان انتهى الشاهد من الادلاء بشهادته....طلب القاضي الشاهد الثاني...فتقدم معرفا كذلك باسمه..انا اللســــــــــان..وانا شقيق القلب..وماقاله القلب صحيحا..فهذا المتهم برئ..فقد كان يستخدمني في قول كلمات صادقه..ان هذا المتهم ياسيدي احب بصدق..احب بنقاء..واحب بوفاء..واخلص في حبه..بعدها استعد القاضي لاصدار الحكم..فدخل فجأة شاهد اخر..وقال بصوت عالي: مهلا ياسيدي القاضي..فلدي مااقوله لك!..طلب القاضي منه التقدم والتعريف بنفسه..فقال:ان ماقالاه القلب واللسان صحيح..انه برئ ياسيدي القاضي..فقد كنت منبع كلماته..ولم يستخدمني مره واحده ليلحق الضرر بمن احب..وانما كان دوما يرتب اجمل الكلمات واعذب الاحرف..كان دائما يرتب كلمات الحب والوفاء والسعاده لمن احبه بصدق...ياسيدي الظلم غير مقبول..وانه ليس بمتهم..بعد ذلك وبعد ان انتهى الجميع من الادلاء بشهاداتهم..اصدر القاضي الحكم بصوت عالي قائلا:
حكمت محكمة القدر نهائيا بعد الاستماع الى الادله والشهود ببراءه المتهم....رفعـــــــــــــــــــت الجلسه..
وهكذا رفعت الجلسه..في محكمه القدر..واغلقت القضيه معلنه ببرائتي وصدقي واخلاصي ووفائي..لمن كنت وسأظل احب على الدوام..لقد كنت سعيده جدا..وعلت الاصوات من حولي مباركه لي ببرائتي..وعلمت ان حبي لم يكن مجرد سوى احرف..بل احساس ومشاعر صادقه..حبي له مااصفه ومالايعلمه من احببت هو مااسميه"يالحـــــــب الصامت"
